“ما رأت زينة وما لم تر” .. حين كانت بيروت تستغيث
بقلم رشيد الضعيف
بمناسبة نيل فيلم “غود مورننغ” لبهيج حجيج، ثلاث جوائز على السيناريو، وددتُ أن أروي قصّة هذا السيناريو.
كنت أذهب يوميًّا إلى مقهى “ليناس” في شارع “فردان” في بيروت، وأختار طاولةً، في الطبقة العليا قرب متقاعِدَين جميلَين أنيقَين، في الثمانينيّات من العمر، يمضيان وقتهما في حلّ الكلمات المتقاطعة بهدف تنشيط الذاكرة والتسلية. لفتني كثيرًا سلوكهما الهادئ وسلامهما، وتعليقهما على ما يقرءان وعلى ما يريان في الشارع. وهكذا رحت أسجّل ما أرى، وما يتناهى إلى مسمعي، لمدّة سنتين تقريبًا. ثمّ صغتُ هذه الملاحظات مسرحيّةً أرادت إخراجها الصديقة لينا أبيض، التي كنت أروي لها من وقت لآخر ما وصلت إليه أثناء كتابتها.
كنت أذهب يوميًّا إلى مقهى “ليناس” في شارع “فردان” في بيروت، وأختار طاولةً، في الطبقة العليا قرب متقاعِدَين جميلَين أنيقَين، في الثمانينيّات من العمر، يمضيان وقتهما في حلّ الكلمات المتقاطعة بهدف تنشيط الذاكرة والتسلية. لفتني كثيرًا سلوكهما الهادئ وسلامهما، وتعليقهما على ما يقرءان وعلى ما يريان في الشارع. وهكذا رحت أسجّل ما أرى، وما يتناهى إلى مسمعي، لمدّة سنتين تقريبًا. ثمّ صغتُ هذه الملاحظات مسرحيّةً أرادت إخراجها الصديقة لينا أبيض، التي كنت أروي لها من وقت لآخر ما وصلت إليه أثناء كتابتها.
جرت قراءة المسرحيّة المرة الأولى في بيت لينا، واشترك في هذه الجلسة، لينا وزوجها جورج نصّار، والمخرج بهيج حجيج، والمخرجة عليّة الخالدي، والممثلّة الأردنيّة أمل خوري، والكاتبة التونسيّة والناشطة الاجتماعية رؤى الزغيّر، وهناء أبيض فاخوري (أخت لينا التي تساعدها في السينوغرافيا)، وأنا طبعًا.
قال لي بهيج بعد هذه الجلسة أنّ هذه المسرحيّة تصلح للسينما. رآها بعين السينمائي.
ثمّ أجريتُ قراءة ثانية في مقهى سيتي كافيه، في منطقة الأسواق وسط بيروت، مع المخرجة لينا خوري، وبهيج حجيج.
ثمّ قراءة ثالثة في منزل بهيج، شارك فيها، أنا وبهيج ولينا أبيض والمخرج روجيه عسّاف.
كان بهيج يزداد قناعةً، بعد كلّ قراءة، بأن هذا السيناريو المسرحي صالح جدًّا للسينما، خاصّة أنّ عمليّة الإنتاج، كما ردّد لي، ليست مكلفة.
لينا مرّرتْ المسرحية على الأمن العام واختارت الممثلّين، (أنطوان بلابان وفائق حميصي)، وبدأت بالعمل، وحصلت على وعد بـ ٢٥ ألف دولا للتمويل، وأسمت العمل “فرتيكال ولّا أوريزنتال” (vertical wella horizontal?) بموافقتي، لكنّ أسبابًا دعتها إلى التوقّف.
ثم وافقتُ على اقتراح بهيج، الذي يملك خبرة كبيرة في الإخراج، ومعرفة عالية بالتقنيّة السينمائيّة، وشرعنا في العمل معًا على تحويل هذه المسرحية لتصبح مناسِبَةً للسينما.
عندما انتهينا من العمل اقترح بهيج أن نسمّي الفيلم “غود مورننغ”، فوافقت، مع أنني لم أكن متحمّسًا لهذه التسمية، لكن لم يكن لدي اقتراح آخر. وكذلك وُضع في تعريف الفيلم، أنّ السيناريو مأخوذ من قصّة لي، وذلك عن غفلة أو سهو.
وهكذا، نال سيناريو هذا الفيلم ثلاث جوائز، (واحدة في المغرب، وثانية في بيروت، وثالثة منذ بضعة أسابيع، في فرنسا- جائزة (Rimbaud) (ونال الفيلم جائزة علـى الإخراج في مالمو السويد).
مبروك يا صديقي بهيج، هذا الإخراج الذي أظهر بمهنيّة عالية أهداف السيناريو ومعانيه، وجسّد بصدق شخصياته. ومبروك للمصوّر ميلاد طوق عينُه الرائية، وللمثل المدهش غبريال يمّين، والجميلة الذكيّة مايا داغر، ولجميع الذين شاركوا في هذا العمل. وذكرى عطرة للمثّل عادل شاهين الذي توفي قبل أن يرى نفسه رائعًا على الشاشة.
(بالمناسبة: أنجزتُ السنة الماضية سيناريو سينمائيًّا هذه المرّة، أسميتُه “بْحبَّك”، وعملت على تهيئته للتصوير مع بهيج. والمشروع الآن في مرحلة البحث عن الإنتاج. أعانك الله يا بهيج.)
قال لي بهيج بعد هذه الجلسة أنّ هذه المسرحيّة تصلح للسينما. رآها بعين السينمائي.
ثمّ أجريتُ قراءة ثانية في مقهى سيتي كافيه، في منطقة الأسواق وسط بيروت، مع المخرجة لينا خوري، وبهيج حجيج.
ثمّ قراءة ثالثة في منزل بهيج، شارك فيها، أنا وبهيج ولينا أبيض والمخرج روجيه عسّاف.
كان بهيج يزداد قناعةً، بعد كلّ قراءة، بأن هذا السيناريو المسرحي صالح جدًّا للسينما، خاصّة أنّ عمليّة الإنتاج، كما ردّد لي، ليست مكلفة.
لينا مرّرتْ المسرحية على الأمن العام واختارت الممثلّين، (أنطوان بلابان وفائق حميصي)، وبدأت بالعمل، وحصلت على وعد بـ ٢٥ ألف دولا للتمويل، وأسمت العمل “فرتيكال ولّا أوريزنتال” (vertical wella horizontal?) بموافقتي، لكنّ أسبابًا دعتها إلى التوقّف.
ثم وافقتُ على اقتراح بهيج، الذي يملك خبرة كبيرة في الإخراج، ومعرفة عالية بالتقنيّة السينمائيّة، وشرعنا في العمل معًا على تحويل هذه المسرحية لتصبح مناسِبَةً للسينما.
عندما انتهينا من العمل اقترح بهيج أن نسمّي الفيلم “غود مورننغ”، فوافقت، مع أنني لم أكن متحمّسًا لهذه التسمية، لكن لم يكن لدي اقتراح آخر. وكذلك وُضع في تعريف الفيلم، أنّ السيناريو مأخوذ من قصّة لي، وذلك عن غفلة أو سهو.
وهكذا، نال سيناريو هذا الفيلم ثلاث جوائز، (واحدة في المغرب، وثانية في بيروت، وثالثة منذ بضعة أسابيع، في فرنسا- جائزة (Rimbaud) (ونال الفيلم جائزة علـى الإخراج في مالمو السويد).
مبروك يا صديقي بهيج، هذا الإخراج الذي أظهر بمهنيّة عالية أهداف السيناريو ومعانيه، وجسّد بصدق شخصياته. ومبروك للمصوّر ميلاد طوق عينُه الرائية، وللمثل المدهش غبريال يمّين، والجميلة الذكيّة مايا داغر، ولجميع الذين شاركوا في هذا العمل. وذكرى عطرة للمثّل عادل شاهين الذي توفي قبل أن يرى نفسه رائعًا على الشاشة.
(بالمناسبة: أنجزتُ السنة الماضية سيناريو سينمائيًّا هذه المرّة، أسميتُه “بْحبَّك”، وعملت على تهيئته للتصوير مع بهيج. والمشروع الآن في مرحلة البحث عن الإنتاج. أعانك الله يا بهيج.)
Related articles